Sunday 19 June 2011

من هو ياسر قشلق وما هو دوره في أحداث "مخيم اليرموك "؟ ومن دفعه إلى ذلك!؟

مصدر في "الأمن الغربي" الفلسطيني يؤكد أن قشلق على علاقة بمحمد دحلان ومصنف على أنه " مشبوه بالتعامل مع إسرائيل"!؟
دمشق ، رام الله ـ الحقيقة ( خاص): ما تزال أحداث "مخيم اليرموك" المؤلمة ، التي جرت في السادس من الشهر الجاري ، تثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ، خصوصا لجهة من يقف وراءها. وكان المخيم شهد ـ خلال تشييع شهداء سقطوا بنيران العدو الإسرائيلي في الخامس من الشهر الجاري أثناء مشاركتهم في " مسيرة العودة" ـ  عمليات شغب واسعة النطاق ، حيث حاول بعض من قيل إنهم "أهالي الشهداء" الاعتداء على أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( القيادة العامة) ، والدكتور ماهر الطاهر  مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ، الذي أفلت بأعجوبة من موت محقق . هذا فضلا عن إحراق " مجمع الخالصة" للخدمات الاجتماعية والصحية والثقافية في المخيم . وقد اتهم " المشاغبون" من "أهالي الشهداء" الفصائل الفلسطينية المؤيدة للنظام السوري بتوريط أبنائهم في " مسيرة العودة" خدمة للنظام ، ولمساعدته على تحويل الأنظار عن أزمته الداخلية. ومن المعلوم أن الأحداث أسفرت عن مصرع أربعة من عناصر الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ، واثنين من مهاجمي المكاتب ، بخلاف ما ادعته "الجزيرة" آنذاك عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح!؟
      وقد لفت الانتباه منذ البداية إلى أن من استهدف بالدرجة الأولى كان ماهر الطاهر . فإذا كان الجميع يعرف أن الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ( وزعيمها أحمد جبريل) مرتبطان بالنظام السوري وأجهزته الأمنية ، وطالما نفذا مشاريع أمنية لصالحه ، فإن هذا بعيد عن الجبهة الشعبية بقيادة أمينها العام ( الأسير في إسرائيل) أحمد سعادات، ومسؤولها في الخارج الدكتور ماهر الطاهر. فهذا الأخيران  لا يزالان يحتفظان بكل أخلاق القائد المؤسس للجبهة ، الطهراني النبيل جورج حبش.
ما الذي جرى إذن ؟
أصبح من المؤكد أن النظام السوري كان أبلغ الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق ، سواء منها المتحالفة معه أو المقيمة بحكم الضرورة ، بأنه جرى إلغاء " مسيرة العودة" في الخامس من الشهر الجاري . وقد جرت عملية التبليغ عبر " فرع فلسطين " في المخابرات العسكرية و " القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث" . وهو ما أكده لنا العديد من الكوادر في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية  ( بقيادة ماهر الطاهر) ومثقفون فلسطينيون مستقلون. وكان النظام السوري أبلغ أكثر من جهة دولية ، بما في ذلك إسرائيل ، بأن المسيرة ألغيت لأن " سوريا غير معنية بتوتير الأجواء في المنطقة". إلا أن العالم فوجىء في الخامس من الشهر الجاري باندفاع المئات من السوريين والفلسطينيين صوب الجولان ، قبل أن يسقط 23  شهداء برصاص العدو ، فضلا عن مئات الجرحى!؟
جملة واحدة أفلتت من لسان أحمد جبريل ، خلال مؤتمر صحفي عقده للحديث عن " الشغب" الذي حصل ، كانت كافية لنا للبحث عن ملابسات ما جرى. فقد قال جبريل " إن ياسر قشلق ( الصورة جانبا) أحضر باصات إلى المخيم ونقل المئات إلى الجولان دون علمنا ، ورغم أننا كنا أبلغنا الجميع بإلغاء المسيرة"!؟
نحن من جهتنا ، وخلال بحثنا في القضية على مدار الأسبوعين الماضيين ، تبين لنا أن ما قاله جبريل بشأن الباصات صحيح مئة بالمئة . وتبين لنا أيضا أن قشلق كان في المخيم في اللحظة نفسها التي كان فيها المئات يحاولون قطع الأسلاك الشائكة في الجولان ويسقطون برصاص العدو! بتعبير آخر أكثر وضوحا " أرسلهم إلى الجولان وبقي يتفرج عليهم من المخيم". والدليل على ذلك أنه أجرى مقابلات تلفزيونية من المخيم في الوقت الذي كانت فيه رحى المعركة دائرة بين الشباب وجنود الاحتلال على تخوم مجدل شمس!؟
إلا أن البحث عما جرى ، وفهمه ، يقتضي أولا معرفة من يكون ياسر قشلق.
الرجل ، وهو "رجل أعمال" ، فلسطيني الأصل ( من صفد) ، من مواليد مخيم اليرموك في دمشق العام 1971. ظهر إلى سطح الأحداث فجأة  بعد العدوان الإسرائيلي على غزة  حين أسس حركة " فلسطين حرة" ، قبل أن يقيم معهدا للدراسات (؟؟) في بيروت ليس في الواقع سوى واجهة لأنشطة " لا يعرف إلا الله ما هي"!؟ هذا فضلا عن عدد من الشقق والفيلات في بيروت وجبل لبنان !؟ وقد دخل بشكل سريع في عالم المافيا الرسمية السورية من بوابتها الرئيسية .. رامي مخلوف ، الذي أصبح أحد أبرز أصدقائه ، وأبرز المتعاملين معه " ماليا"!؟ ومن خلال هذا الأخير دلف إلى أوساط الأجهزة الأمنية ، وعلى رأسها حافظ مخلوف!؟ وكثير من الناس يظن أنه ليس سوريا فقط ، بل ومن القرداحة أيضا ، بالنظر لأنه أكثر تطرفا من أي سوري سلطوي في الدفاع عن النظام السوري!؟
إلا أن  جهاز "الأمن الغربي" في منظمة التحرير الفلسطينية ، وهو المسؤول عن مكافحة التجسس الإسرائيلي ، له رأي آخر في الرجل. فطبقا لما أفاد به مسؤول فلسطيني في الضفة الغربية لـ"الحقيقة" ، وهو يعرف قشلق عن قرب منذ أن كان أحد مسؤولي الجهاز المذكور في سوريا قبل عودته إلى رام الله ، فإن قشلق مسجل في لوائح الجهاز المذكور على أنه " مشتبه بإقامة علاقات مع المخابرات الإسرائيلية ، كما أن له اتصالات مؤكدة مع رجل إسرائيل في الضفة الغربية محمد دحلان ، وقبله مع الجاسوس عدنان ياسين"! " الأغرب " من هذا ، وما غريب إلا الشيطان(!) ، أن لقشلق  ـ وهذا أمر أصبح مؤكدا ـ علاقات مع رجال أعمال سوريين "معارضين" في الخارج ، بعضهم شارك في اجتماع أنطاليا!؟ فكيف اجتمع كل هؤلاء في هذه "الشوربة"!؟
ما ثبت لنا حتى الآن أن من أصدر الأوامر بإرسال الباصات إلى مخيم اليرموك لنقل المتظاهرين إلى الجولان هو رامي مخلوف شخصيا ، بعلم من شقيقه حافظ مخلوف وبالتنسيق معه . وقد أكد أحد المصادر الموثوق بها لـ"الحقيقة" أن حافظ مخلوف هو من تولى شخصيا الاتصال بالجهات الأمنية المعنية في محافظة القنيطرة ( الشرطة العسكرية خصوصا ) لتأمين عبور "المتظاهرين" إلى الجولان دون توقيف الباصات على الحواجز المنتشرة ما بين دمشق والقنيطرة!؟
ما ثبت لنا أيضا أن مأجورين لياسر قشلق يعملون معه في المخيم هم من حرض " أهالي الشهداء" على مهاجمة المناضل ماهر الطاهر على الأقل ، وربما على حرق "مجمع الخالصة" أيضا!؟
هل اتضحت الصورة!؟