Wednesday 8 June 2011

السلطة ترد على احتضان أردوغان لمؤتمر أنطاليا و "الأخوان المسلمين" بفتح قناة مع "العمال الكردستاني"!؟

صحيفة "ملييت" التركية تؤكد أن الأسد سيجتمع بمسؤولين عن حزب العمال الكردستاني ، و مراقبون أتراك يتساءلون : أين " اختفى" عدد من المشاركين في مؤتمر أنطاليا ، ومن كان ينقلهم إلى أماكن مجهولة بسيارات رسمية تركية ، وإلى أين!؟
استانبول ، الحقيقة ( خاص من : نادرة مطر): كشفت صحيفة " ملييت" التركية يوم أمس عن أن رأس النظام في سوريا ، بشار الأسد ، قرر إجراء حوار مع حزب العمال الكردستاني ، المحظور في سوريا والمصنف "إرهابيا"، فضلا عن 12 حزبا كرديا آخر.  وبحسب الصحيفة ، فإن الحكومة التركية ستنظر إلى هذه الخطوة على أنها"صفعة" لها. وطبقا لما جاء في تقرير الصحيفة ، فإن " حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي" ، وهو واجهة حزب العمال الكردستاني في سوريا ، قبل الدعوة التي وجهها الرئيس السوري لقادة الأحزاب الكردية ، والتي من المنتظر أن تقوم طائرة رئاسية خاصة بنقلهم إلى دمشق بين ساعة وأخرى من محافظة الحسكة السورية ، رغم أن موعد اللقاء لم يتحدد بعد . وكان محافظ الحسكة وجه لقادة 12 حزبا كرديا سوريا دعوة خاصة للاجتماع برأس السلطة في دمشق يوم الجمعة الماضي، إلا أنهم استمهلوه إلى ما بعد يوم الأربعاء ( اليوم) للتشاور. وإذ أشارت الصحيفة التركية إلى أن قادة الأحزاب الكردية سيطرحون على الأسد مشروع إقامة منطقة حكم ذاتي لهم شمال شرق سوريا ، أكد قيادي بارز في " حزب يكيتي الديمقراطي الكردي" في سوريا  لـ"الحقيقة" أن هذا "ليس صحيحا ، فمطالب الشعب الكردي التي سيتقدم بها قادة الأحزاب عند اجتماعهم بالأسد  ستركز على الحقوق الثقافية والديمقراطية الخاصة بالشعب الكردي في سوريا، بما في ذلك الاعتراف باللغة الكردية وتخصيص الأكراد بمناصب إدارية في مناطقهم ، كمنصب المحافظ . هذا فضلا عن تلك التي تجمعهم بباقي أشقائهم العرب السوريين ، والتي عبر عنها المتظاهرون خلال الشهرين الماضيين  وباقي الطيف السياسي السوري المعارض" . وأضاف المصدر القول" سنطرح خارطة الطريق للحل السياسي في سوريا ، والتي سبق وأعلنا عنها مؤخرا ونشرت في أكثر من منبر إعلامي".
  وإلى ما تقدم ، وتعقيبا على تقرير الصحيفة التركية ، قالت مصادر قربة من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إن إقدام الأسد على هذه الخطوة ( محاورة حزب العمال الكردستاني) "تشكل ردا من قبله على الدعم التي قدمته الحكومة التركية لجماعة الأخوان المسلمين السورية التي وقفت وراء مؤتمر أنطاليا وكانت المحرك الأساسي له"، مشيرا إلى أن دمشق أبلغت أنقرة عبر طرق التواصل  بينهما ما حرفيته "إن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية  وفق القانون السوري ، والحكومة السورية تنظر إليها كما تنظر الحكومة التركية إلى حزب العمال الكردستاني . وحين تستقبل الحكومة التركية الأخوان المسلمين ، وتخص قائدهم الأكثر تطرفا ، محمد فاروق طيفور ، المسؤول عن أكثر الأعمال دموية في سوريا خلال الثمانينيات الماضية، لاسيما حماة ، بمسكن ورعاية خاصة في استانبول ، عليها أن لا تستغرب تحاورنا مع حزب العمال الكردستاني ، وعليها أن تتوقع ذلك".
على الصعيد نفسه ، قال المصدر إن دمشق أرسلت إشارات "أمنية" إلى أنقرة تتضمن "ربطا" بين ما شهدته منطقة جسر الشغور السورية ، المتاخمة للحدود التركية ، واجتماع " مؤتمر أنطاليا". وطبقا لما جاء في هذه الإشارات ، فإن دمشق أبلغت الحكومة التركية بأن لديها "معلومات ومعطيات مؤكدة وموثقة تشير إلى أن جلسات مؤتمر أنطاليا لم تكن في واقع الحال سوى واجهة إعلامية للمؤتمر الحقيقي الذي كان يجري بعيدا عن الأعين وعن وسائل الإعلام بين قيادات من الأخوان المسلمين مشاركة وغير مشاركة في المؤتمر ، وبين جهات استخبارية أجنبية ، أميركية وأوربية، حضرت إلى فنادق في أنطاليا بالتزامن مع المؤتمر المذكور ، وكانت سيارات رسمية تركية تحمل لوحات وزارة الخارجية تنقل بعض المشاركين في مؤتمر أنطاليا إلى تلك الفنادق للاجتماع بتلك الجهات الاستخبارية الأميركية والأوربية بعيدا عن أعين المشاركين الآخرين في المؤتمر ودون علمهم". ودللت الإشارات السورية المرسلة إلى أنقرة على ذلك بـ" معلومات موثقة تلقتها من أنطاليا نفسها ، وباتصالات هاتفية استطاعت الجهات الاستخبارية السورية التقاطها ما بين أشخاص في منطقة جسر الشغور وجبل الزاوية من جهة ، و أشخاص من الأخوان المسلمين كانوا في أنطاليا وشاركوا في تلك الاجتماعات غير المعلن عنها". كما ودللت على ذلك بالتقرير الذي سربته المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قبل بضعة أيام عن "صفقة" عقدت بين أردوغان وجماعة الأخوان المسلمين السورية لتفجير الأوضاع عسكريا في بعض المناطق السورية ، لاسيما حماة وجبل الزاوية. ( كانت "الحقيقة" نشرت ترجمة للتقرير المذكور من العبرية قبل بضعة أيام ، وهو موجود على موقعها المضروب الآن). وطبقا للمصدر التركي ، فإن السوريين ـ واستنادا إلى تلك المعطيات ـ أبلغوا الأتراك بقناعتهم الكاملة بأن " تفجير الأوضاع عسكريا في جسر الشغور خلال الأيام الثلاثة الماضية كان على صلة تامة بالاجتماعات السرية ( المشار إليها) التي جرت على هامش مؤتمر أنطاليا ، وهو ما حاولت أنقرة نفيه للسوريين". ويعتقد المصدر التركي أن المخابرات العسكرية التركية ، التي تنظر بعين الريبة لعلاقة أردوغان وحكومته بالأخوان المسلمين السوريين ، سربت معلومات حساسة لنظيرتها التركية حول مؤتمر أنطاليا واللقاءات الملغزة التي جرت على هامشه بعيدا عن الأضواء".
   تبقى الإشارة إلى أن المراقبين لاحظوا باستغراب أن العديد من المدعويين إلى مؤتمر أنطاليا "اختفوا وغابوا كليا" عن التغطية الإعلامية ، ولم يلحظهم أحد خلال أيام المؤتمر ، رغم أنهم كانوا موجودين ومشاركين فيه ، على الأقل نظريا! وهو ما جعل المراقبين يضعون أكثر من علامة استفهام حول ذلك ، وحول العلاقة بين "اختفائهم" وحديث " السيارات الرسمية التركية" المشار إليها!؟