Wednesday 15 June 2011

إعلام السلطة يتحدث عن مقبرة جماعية ثانية وشكوك في روايته حول الجهة الحقيقية الفاعلة

مئات الشهادات التي تلقتها المنظمات الدولية من اللاجئين الفارين إلى لواء اسنكندرونة المحتل نفت وجود " عصابات مسلحة" وأكدت أن أعمال القتل والحرق اقترفها أجهزة أمن النظام وشبيحتها !؟
دمشق ، عواصم  ـ الحقيقة ( + وكالات): قالت وسائل الإعلام الرسمية اليوم إنه جرى الكشف عن "مقبرة جماعية جديدة ارتكبتها عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور ". وبحسب وكالة "سانا" الرسمية فإن المقبرة ضمت جثث ثمانية شهداء من قوى الأمن وذلك بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام. إلا أنها لم تذكر ما إذا كانت وسائل الإعلام الأجنبية المستقلة قد شهدت ذلك ، ولاسيما الرئيسية منها مثل " رويترز" و " أسوشييتد برس" و"الفرنسية" و " سي إن إن".. إلخ. ووصف تقرير "سانا" وضع الجثث المكتشفة بأنه "ممثل بها بشكل وحشي ومعظمها مقطعة الأيدي والأرجل وبعضها تم حرقها."
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله "  إن بعض وحدات الجيش المكلفة بإعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها اكتشفت مقبرة جماعية شمال المدينة بحوالي 7 كيلومترات نفذتها التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق قوى الأمن." وأضاف المصدر القول" إن المقبرة تم فتحها بحضور العديد من مراسلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العربية والأجنبية حيث عثر فيها على ثمانية شهداء قضوا برصاص عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة التي مثلت بأجسادهم الطاهرة بشكل وحشي قبل دفنهم في مقبرة جماعية". وأوضح الطبيب الشرعي زاهر حجو (..)أنه تم العثور على الجثث ومعظمها مقطعة الأيدي والأرجل وبعضها تم حرقها مشيراً إلى أن زمن الوفاة انقضى عليه بين 10 و12 يوما." وقال حجو "إنه بعد فحص إحدى الجثث تبين أن الشخص قد دفن حياً مشيراً إلى أن أصحاب بعض الجثث التي تفسخت في الماء قتلوا قبل رميهم في الماء".وأضاف القول" إن رفات الشهداء التي أخرجت من المقبرة الجماعية كانت عليها اثار تنكيل واضحة من قطع للأطراف إضافة إلى جروح قاطعة متعددة وحروق ورضوض على الرأس".
وبحسب ما أفادت به الوكالة ، فإن المقبرة عثر عليها بمنطقة نهر الأبيض في جسر الشغور ، مشيراً إلى أن الجثث "كانت مقطعة الأوصال ولم توجد أي جثة كاملة حيث مثلت التنظيمات المسلحة بالجثث وقطعت أوصالها وقامت بتجميعها في مكب النفايات في المنطقة بعد أن كانت مرمية من قبل التنظيمات المسلحة في نهر الأبيض." ونقلت عن المصدر قوله "عندما حاول أهالى المنطقة رفع الجثث من النهر لنقلها إلى المشفى الوطني في جسر الشغور منعتهم هذه التنظيمات المسلحة وأبلغوهم أنهم هم من يحق له التصرف بالجثث لأنهم هم من قتلوهم وأصروا على رميها في القمامة وحرق بعضها لتذهب معالم شخصيات الشهداء."
وقالت الوكالة إن أكثر من 20 وسيلة إعلامية ووكالات أنباء عديدة موجودة بمراسليها فى المنطقة وقد شاهدوا بأم أعينهم وصوروا بكاميراتهم هذه المقبرة وقاموا بلقاء الطبيب الشرعي الذي أكد أن هذه الجثث تعود إلى 10 أو12 يوماً أي قبل دخول الجيش إلى جسر الشغور.  لكنها لم تذكر أية وكالة أو وسيلة إعلام بالاسم. علما بأن وسائل الإعلام التي حضرت نبش المقبرة الأولى قبل يومين كانت كلها محابية للنظام السوري ، باستثناء قناة"العربية" التي أرسلت مندوبا خاصا عنها من تركيا ولم تعتمد على مراسلها في سوريا.
وقد أجمع مراقبون عديدون على أن رواية السلطة غير قابلة للتصديق ، وليس لها أي قيمة ، بالنظر لأن مئات الشهادات التي حصلت عليها المنظمات الدولية من اللاجئين السوريين إلى لواء اسكندرونة المحتل ، مثل "أمنستي" و "هيومان رايتس ووتش" ولجنة التحقيقي الخاصة التابعة لـ"مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" ، أجمعت كلها على أنه لم يكن هناك عصابات مسلحة. وأكدت تلك الشهادات أن من ارتكب هذه الجرائم هم عصابات السلطة وأجهزتها الأمنية ، وأن هؤلاء هم من أحرق الحقول والممتلكات العامة. ونحن مضطرون لتصديق مئات الشهادات لنساء وفتيان هاربين من الجحيم ، بخلاف روايات السلطة التي تتربع على تاريخ خمسة عقود من الكذب والدجل، خصوصا وأن أيا من وسائل الإعلام الأجنبية المحترمة لم يسمح لها بالتغطية المباشرة على الأرض!؟ ومن المشكوك فيه أن إعلاما كذب في كل شيء على مدى خمسة عقود قرر أن يصدق الآن، خصوصا وأن على رأسه الآن وزيرا نصّابا مدانا بالتزوير والاحتيال على القانون وفق وثائق نشرت قبل أكثر من خمس سنوات حين كان مديرا لوكالة"سانا"!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : حتى ساعة كتابة ونشر هذا التقرير، العاشرة ليلا بتوقيت غرينتش، لم نتمكن من الحصول على الشريط  الخاص بالمقبرة ، فالمزبلة التابعة للتلفزيون السوري ، المسماة " موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون " وضعت الشريط على الموقع ولكن " أخو أختو يلي قادر يفتحه"! فهو غير قابل للاستخدام مثل معظم بقية مواد المزبلة إياها! كما أن موقع التلفزيون على " فيسبوك" لم ينشر الصور حتى الآن! يبدو أن القائمين عليه مشغولون بتلفيق القصص والأكاذيب عن المعارضة وتوليف القصص عنهم وعن زوجاتهم كما فعلوا مؤخرا!؟ أما " سانا" فاكتفت بوضع صور جامدة ( منشورة جانبا).