Tuesday 3 May 2011

قناة"الجديد"اللبنانية تتخلى عن استقلاليتها وتضع بيضها كله في سلة النظام السوري في مواجهة السوريين


إعلامي سوري : لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بقناة واجهت رستم غزالي في أيام جبروته اللبنانية إلى هذه الدرجة من العهر والتزوير لخدمة القتلة


دمشق ، بيروت ـ الحقيقة ( خاص): لا تزال قناة " نيو تي في" (الجديد) اللبنانية تفاجئنا منذ بضعة أيام بالتحول الخطير والمريب في طريقة تغطيتها للانتفاضة الشعبية السورية. فبعد أن اتخذت موقفا متوازنا خلال الأيام الأولى للأحداث في سوريا ، حيث كانت تعرض ما ينقله الشارع السوري المنتفض إلى جانب روايات وفبركات السلطة، دون أن تتلكأ أحيانا في دعم تطلعات الشعب السوري، بدأت القناة منذ بضعة أيام تتقمص قناة" الدنيا" السورية ( التي بات السوريون يسمونها "قناة الشبيحة") ، سواء لجهة تبني رواية السلطة عن "السلفيين والمسلحين" و " المؤامرة" ، أو لجهة غياب الرأي الآخر عنها ـ رأي الشعب السوري المنتفض في وجه جلاديه من أجل حريته وكرامته. وكان آخر ما قامت به على هذا الصعيد التقرير الذي بثته مساء اليوم في سياق نشرة أخبارها المسائية عن الأوضاع في ضاحية" المعضمية" غربي دمشق ، التي شكلت إحدى البؤر الأساسية لتحركات الاحتجاجات الشعبية منذ أوائل الشهر الماضي. فقد عمد مندوبها مالك الشريف إلى أخذ آراء عينات منتقاة بعناية أجهزة المخابرات السورية من آراء السكان في المنطقة لـ"البرهان " على أن ما شهدته الضاحية خلال الأسابيع الماضي كان علي أيدي " مندسين وغرباء عن المنطقة ( من المريخ ربما؟) ، وأطفال وشباب مغرر بهم لم يستطع أهاليهم ضبطهم"! ( شاهد الشريط ـ الفضيحة هنـــا).


"الحقيقة" عرضت الشريط على الإعلامي السوري المعارض نزار نيوف فقال" الشريط صدمني. لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بقناة واجهت رستم غزالي في أيام جبروته اللبنانية ،بشجاعة رفعنا لها قبعاتنا احتراما ، إلى هذا الدرك من الانحطاط والعهر في تزييف وتزوير الحقائق. أنا أعرف المنطقة كما أعرف راحة كفي . لقد تعمد مندوب القناة الذهاب إلى حي السومرية في الضاحية وإلى الأحياء الشرقية من بلدة المعضمية ، المعروفة شعبيا باسم ( موقف الأوتوماتيك) لأخذ آراء الأهالي. وسكان هاتين المنطقتين في المعضمية جميعهم تقريبا من بقايا سرايا الدفاع قبل حلها و من أهالي العسكريين . ولم يكن ذلك واضحا من الناحية الجغرافية فقط ، بل من لهجة المتحدثين أيضا. فجميعهم ، وبلا استثناء، من منطقة الساحل السوري والغاب وريف حمص . وبتعبير صريح : كلهم من أبناء الطائفة العلوية الذين يقوم النظام بإرهابهم وتخويفهم من أن السنة سيأكلونهم إذا سقط النظام" . وتساءل نيوف " لماذا لم يذهب مندوب القناة إلى الأحياء الداخلية في الضاحية المذكورة ، وأعني المعضمية الأصلية والقديمة، وفضل الذهاب إلى أحياء المخالفات التي يسكنها هؤلاء!؟" . وأجاب عن السؤال بالقول " أعتقد جازما أنه خضع لعملية تضليل من قبل مضيفيه في المخابرات السورية و وزارة الإعلام الذين أخذوه إلى هذه الأحياء وليس إلى غيرها. ولكن حتى في هذه الحالة يكون قد لعب دورا قذرا شبيها بدور شاهد الزور زهير الصديق الذي لم تتأخر القناة في فضحه وفضح أدواره القذرة. ذلك لأنه كان يتوجب عليه ، من أجل أخلاقية المهنة ، أن لا يقبل زيارة أماكن تحددها له السلطة في سوريا ، وكان يتوجب عليه لو كان له من اسمه نصيب حقا ( الشريف) أن لا يقبل أي دعوة مشروطة بتقييد حرية حركته". وقال نيوف " أنا مفجوع بالدور الذي يقوم به الآن الشجاع تحسين خياط ( صاحب المحطة) الذي لم يرهبه رستم غزالي يوم كان حاكم لبنان بأمره ، ومفجوع أكثر بمريم البسام ( رئيسة تحرير الأخبار في القناة) التي لم تكل ولم تمل ، حديثا وممارسة، في التأكيد على مهنيتها". وختم بالقول " لقد وقفنا مع القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية ، التي تمثلها القناة ، خلال مواجهتها عملاء وجواسيس ( السفير الأميركي) جيفري فيلتمان وأذنابه من تحالف 14 آذار الأميركي وتيار المستقبل الوهابي. أما الآن ، ورغم أن واجبي هو الوقوف مع الحق أيا كان صاحبه ، حتى وإن كان خصما أو عدوا ، فلا أستطيع إلا أن أفكر مليا قبل أن أقف إلى جانبهم مرة أخرى. فمن يلعب هذا الدور القذر ضد شعبي في معركته من أجل الحرية والكرامة في مواجهة نظام دموي مجرم ، عليه أن لا يتوقع منا ومن شعبنا سوى الازدراء والاحتقار".


ـــــــــــــــــــــــــــــ


(*) ـ يشار إلى أن "الحقيقة" كانت نشرت الشهر الناضي تحقيقا ميدانيا عما جرى في المعضمية . ويمكن العودة إلى التحقيق على الرابط هنـــا . لكن ، وبما أن الموقع الأساسي متوقف حاليا بسبب الهجوم الذي تعرض له يوم أمس ودمر قاعدة بياناته ، يمكن العودة إلى التحقيق على مواقع أخرى نشرته في حينه ( هنـــــا على سبيل المثال).