Wednesday 4 May 2011

ألاعيب مخلوف ومافياته لم تنفع مع الاقتصاد السوري
البنك المركزي يرفع أسعار الفائدة نقطتين ويخفض الاحتياطي الإلزامي والسماح بالادخار بالعملات الأجنبية في محاولة لتطويق تداعيات
دمشق ، الحقيقة (خاص):
قال حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة (الصورة)إن المصرف قرر رفع أسعار الفائدة نقطتين مئويتين وخفض الاحتياطي الالزامي والسماح بالادخار بالعملات الأجنبية. وأضاف ميالة في حديث لصحيفة"الثورة"الرسمية القول" إن البنك قرر رفع الفائدة على شهادات الاستثمار بمقدار نقطتين مئويتين ليصبح سبعة بالمئة بدلا من خمسة بالمئة ورفع أسعار الفائدة التي تدفعها المصارف على ودائعها بالليرة السورية بنفس المقدار (...) كما قرر تخفيض الاحتياطي الالزامي على الودائع والذي تحتفظ به المصارف لدى مصرف سوريا المركزي الى خمسة بالمئة من مجموع الودائع بدلا من عشرة بالمئة مع امكانية تخفيض هذا المعدل الى صفر بالمئة بالنسبة للجزء من ودائع المصرف الموجه الى تمويل المشاريع الاستثمارية والسياحية والمشاريع الخضراء والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والقروض المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة.‏" وبحسب ميال ، فإن هذه الإجراءات تهدف إلى "تعزيز استقرار السوق المالي والنقدي ودعم الثقة بالعملة المحلية ... لخلق هيكل أسعار فائدة يسهم في خلق قاعدة متينة ومستقرة من الودائع لدى المصارف العاملة من جهة ويعمل على تشجيع الادخار وحشد السيولة لتمويل الاستثمار وعملية التنمية الاقتصادية."
وكانت الليرة السورية شهدت الخميس الماضي انهيارا دراماتيكيا ، حيث فقدت حوالي 13 بالمئة من قيمتها خلال بضع ساعات. وفيما عزت مصادر إعلامية ومصرفية محلية سبب الانهيار إلى سحب كميات كبيرة من الدولارات عن طريق شرائها وتحويلها إلى الخارج على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا ، كشفت مصادر مصرفية في بنك "جنرال سوسييتيه " الفرنسي بلبنان لـ"الحقيقة" أن الأمر تسببت به عملية احتيال سياسية ـ مالية كبيرة قام بها رامي مخلوف وفريقه ، بمن فيهم أديب ميالة نفسه، حيث سحبوا ملايين الدولارات من السوق المحلية وحولوها إلى الخارج قبل إعادتها مساء اليوم نفسها لإيهام الرأي العام بأن مخلوف "هو من يحمي الاقتصاد من الانهيار، وهو من ينقذه عند الضرورة" . وكانت"الحقيقة" نشرت تقريرا عن ذلك قبل أيام ( على موقعها الرئيسي المخرب الآن) استنادا إلى ما كشف عنه المصدر المصرفي في البنك الفرنسي المذكور.
وتهدف الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها ميالة إلى تشجيع المواطنين والمستثمرين على زيادة إيداعاتهم بالعملات الصعبة وبالعملة المحلية . الأمر الذي يكشف ضمنا عن أن ألاعيب مخلوف وإعادته الأموال الدولارية المسحوبة لم تجد نفعا ، وأن الأزمة ذات طابع هيكلي لا تفيد معها السياسات "المخلوفية" التي هي أحد الأسباب المباشرة والرئيسية للأزمة.