لعبة مخابراتية سورية خبيثة ردا على موقف رئيس الوزراء الفرنسي ، شاركت فيها السفيرة وإحدى الموظفات السوريات في السفارة بالاتفاق مع ضابط أمن السفارة ، والخارجية الفرنسية كان أول من وقع في الفخ!؟

وبحسب المصدر ، فإنه من المستحيل أن تبادر خلال وقت قصير من إدلائها المفترض بحديثها للقناة الفرنسية إلى الاتصال بقناة بلدها وقناة الجزيرة لتنفي ذلك لولا أنها كانت تعلم مسبقا بالسيناريو كله ، و تلعب دورا محوريا فيه. ولولا ذلك لكانت ـ كما يفترض أن يحصل في هكذا حالات ـ بادرت إلى الاتصال بمحطة " فرانس 24" الفرنسية نفسها لتقول مثلا " إن من اتصلت بكم قبل قليل انتحلت شخصيتي" ، ولما كانت بادرت إلى الاتصال بقناتين عربيتين!؟ وقد اختار " متآمرو السفارة السورية" قناة " فرانس 24" الناطقة بالإنكليزية وليس الناطقة بالعربية أو الفرنسية لأن صوت غير المواطن الفرنسي أو البريطاني أو الأميركي ( الذي لا يجيد اللكنة الفرنسية أو الإنكليزية كأهلها الأصليين) يمكن انتحاله بسهولة ويمكن أن يختلط على المستمع ،الذي لا يرى صاحب الصوت، أكثر من صوت المواطن الذي يتحدث بلغته الأم ، لاسيما إذا كان صوت المتحدث غير مألوف لوسائل الإعلام والرأي العام ولا يعرفه ويحفظه في الذاكرة إلا عدد محدود ممن تحتك بهم بشكل يومي ومستمر، وهي حال السيدة شكور. وقال المصدر " إن ما جرى كان بهدف الرد على تصريح رئيس الوزراء الفرنسي آلان جوبيه الذي قال فيه إن الأسد فقد شرعيته ، ولإظهار فرنسا ، الرسمية والإعلامية، باعتبارها تحيك الأكاذيب عن سوريا ، وتضطلع بمؤامرة مخططة ضدها ، وإظهار الإعلام الفرنسي شبه الرسمي على أنه كاذب ويختلق القصص".
وجوابا على سؤال يتعلق قدرة المحطة على الدفاع عن نفسها قضائيا ، إذا ما تقدمت السفيرة بدعوى أمام القضاء الفرنسي ضد المحطة كما تعهدت لقناة الجزيرة ، قال المصدر" إذا لم نستطع أن نبرهن بالوثائق والأدلة التقنية ، كأن نبرهن أن الاتصال جاء من مقر السفارة أو من هاتف شخص على صلة بالسفيرة ، أو أن السفيرة نفسها هي من اتصل ، فمن المؤكد أننا سنخسر الدعوى". وهنا كشف المصدر عن معلومات أخرى تجمعت للمحطة مساء اليوم ( أمس) تفيد بأن شخصا من السفارة بدأ منذ الصباح تسريب أنباء إلى وسائل إعلام فرنسية وأجنبية ، وإلى وزارة الخارجية الفرنسية نفسها ، مفادها أن "السفيرة غادرت السفارة نهائيا ، وهي على وشك الإعلان عن استقالتها احتجاجا على القمع في بلادها. ولذلك كان الإعلام كله مستعدا لتلقف مكالمة هاتفية شخصية أو بيان رسمي منها يؤكد ذلك ، بالنظر لأن الاستقالة ـ لو كانت صحيحة ـ لكانت أول انشقاق هام في مؤسسات النظام ، إذا وضعنا جانبا ما قيل عن انشقاقات في أوساط بعض العسكريين من الرتب الدنيا ، وهو أمر لم يستطع أحد تأكيده بشكل قاطع حتى الآن". وكشف المصدر عن أن قناة" فرانس 24" ( بلغات بثها الثلاث : الفرنسية والعربية والإنكليزية) كانت "تلقت هذه التسريبات باكرا عن طريق وزارة الخارجية الفرنسية التي طلبت منا الاستعداد للاهتمام بالأمر . ويبدو أن الوزارة نفسها وقعت في الفخ قبل أي جهة أخرى"!؟
تبقى الإشارة إلى أن لمياء شكور هي ابنة رئيس أركان الجيش السوري خلال حرب تشرين الأول / أكتوبر1973 ، اللواء يوسف شكور ـ أول قائد للجيش السوري من الطائفة المسيحية ، والسفير السوري في فرنسا بعد إحالته للتقاعد من خدمته العسكرية.